:

الطيب عبدالماجد يكتب : "صالح الضي"..."لحن حي ونغم يبقى"

top-news
شركة شحن


هدنة 

ياطير يا ماشي لي أهلنا..

( صالح الضي ) والتطريب وجهان ل ( جُملة ) واحدة 
مترعة ( مزيكا ) و( مستفة ) نغم و ( مدفقة ) موهبة 

قدم أعذب الأغنيات وأحدث هِزة في الوسط الفني 
وقتها بصوت رقيق وحضور أخاذ 

لتحمل ( بارا ) من جديد إحدى نفحاتها حيث ولد الرجل ولم تفشل ( الأبيض) ابداً أن تمنحك سحرها إذا طلبت قُربها حال كثير من المبدعين فجرتقتهم بالرمال وقد جاءها يافعاً وقال 

فصالح الضي فنان خاص بصوت مختلف وأغنيات عذبه وثقافة موسيقية موروثه فوالده كان في سلاح الموسيقى فشربها في البيت ودرسها فيما بعد فاكتملت منظومته الإبداعية 

ياخ دا غنى 

ﻋﻴﺶ ﻣﻌﺎﻱ ﺍﻟﺤﺐ
ﻋﻴﺶ ﻣﻌﺎﻱ ﺣﻨﺎﻧﻲ
خليني أنسى سنين عشتهم وحداني 
 

وكانت ضمن الأغاني التي دشن بها ( الحلنقي ) مشواره الإبداعي ووجد في ( الضي ) صدى شعاعة فكانت أغنيه غير قابله للذوبان ومن أغنيات السودان 

والهجر مهما يألم يرجع حنانك تاني

يورينا الله 

ويعتبر ( الحلنقي ) صالح الضي من خِلانه المقربين 
وقد تقاسم معه السكن في حِقبة من الحِقب 
ويبدو انهما تقاسمًا ( الشجّن ) أيضًا 
والجاور ( النشيد ) بنشِد 

وقد جمعت السكنى في يوم ما ( ﻣﺤﻤﺪ الأمين ) و ( الحلنقي ) و ( خليل إسماعيل) و أبو عركي ) 
 و( صالح الضي ) 

( شوف ليك منتخب ) 

 ديل كلهم سكنوا مع بعض في في بيت واحد في  
( بيت المال ) 
البيت ذاتو بكون مستغرب ( فتثنى ومال ) 

ولعلها المرة الأولى التي يتآلف فيها الناس مع بيت ( مسكون ) 

وقد أسهم ( صالح ) في تشكيل ملامح الغناء السوداني الحديث 
كتب ولحّن وغنى وهذه لايقدِر عليها 
( إلا الراسخون في النغم ) فكانت اغنية تعبر عن الرجل 

وﻳﺎ ﻭﺟﻬﺎً ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺒﺪﺭ َﻣﻌﺎﻧﻲ ﺍﻟﻔﺠﺮ
ﻭﺃﺷﺮﻕ ﺳﺤﺮﺍً ﺛﻢ ﺃﺿﺎﺀ
 
ذهب إلى ( مصر ) ﻟﻼﻟﺘﺤﺎﻕ ﺑﺎﻟﻤﻌﻬﺪ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻠﻤﻮﺳﻴﻘﻰ 

ولأنه بقلب عصفور  
( القاهرة القريبة دي جهجهتو ) 

فأرسل من هناك واحدة من احنّ المراسيل في 
الغُنا السوداني ومن كلماته وألحانه تفوق الضي 
وغني رسالة 

وﻳﺎ ﻃﻴﺮ ﻳﺎ ﻣﺎﺷﻲ لي أهلنا
ﺑﺴﺮﺍﻉ ﻭﺻﻞ ﺭﺳﺎﻳﻠﻨﺎ
ﻭﺍﻟﺸﻮﻕ ﻣﺎ ﺗﻨﺴﻰ ﻳﺎ ﻃﻴﺮ
ﻟﻜﻞ ﺍﻟﺒﺴﺄﻟﻚ ﻋﻨﺎ 

لازال السودانيون يرسلون بها رسائلهم الخاصة 
والتي لايقوى ( الواتس ) على حملها 
فالمشاعر الحقيقية عصية على ( الواي فاي ) 
فهو يحمل ( البيانات ) ولكن ( الآهات ) ينقلها النهار والضي 

وﻗﻮﻝ ﻟﻴﻬﻢ ﻋﺍﻟﻌﻬﺪ ﻣﺎ ﺯﻟﻨﺎ ﻭﻣﺎ ﺯﻟﻨﺎ
ﺫﻛﺮﺍﻫﻢ ﺍﻧﻔﺎﺳﻨﺎ ﻭﻣﺸﺎﻏﻠﻨﺎ
ﻛﻴﻒ ﺣﺎﻝ ﺑﺴﺘﺎﻧﺎ ﻭﺧﻤﺎﻳﻠﻨﺎ
ﻭﺭﺑﻮﺗﻨﺎ ﻣﺠﻤﻊ ﺷﻤﺎﻳﻠﻨﺎ

وليس عندي شك أن درجه تحميلها مؤخراً تفوقت
على ( القيقابايت ) وال ( 5G ) 

( فناقةُ صالح عُقرت في الخرطوم ) … 

وقبّال تعود لازم تروح من تاني مره 
ماتنسى زول في الحله إلا
 تسلم عليهو وتبوس ايديهو
ﻳﺎ ﻃﻴﺮ ﻳﺎ ﻣﺎﺷﻲ لي أهلنا 

( والضي غطته الغيوم ياصالح ) 

ليواصل الرجل التحليق ويغزل منفرداً أغنياته التي وصلت المتلقي وكما أراد 

والسودانيين ما يجاملو في الحتة دي خاصة اذا تشدّق الفنان وعمل فيها بتاع كلو 
لكن صالح كان دسماً ومقنعاً وصدوق 
فلوّح الذواقة بالقبول ومنحوه تأشيرة الدخول 

ليكتب ويلحن ويغني من جديد وكان على الموعد في أغنية وجدت حظها من الذيوع والانتشار 

وﺍﻭﻋﻰ ﺗﻄﻮﻝ ﺍﻟﺒﻌﺎﺩ ﻭﺍﻧﺖ ﻋﺎﺭﻑ ﺷﻮﻗﻲ ﻛﻢ
 ﺑﺴﺘﻨﺎﻙ ﻭﻗﻠﺒﻲ ﺧﺎﻓﻖ ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﺍﻟﻌﺸﻢ

( قالو الجماعة زمان ببدو بيها الجوابات ) 

ليعود مع صنوه ( الحلنقي ) من جديد في 
( بتتغيّر )

ولا هو تغيّر ولا الحلنقي تبدّل 

و بتتغيّر 


وﺍﻗﻮﻝ ﻣﺎ إنت .. !!؟ 
ﺍﻧﺤﻨﺎ ﻛﻤﺎﻥ ﺑﻨﺘﻐﻴﺮ
ﻭﺯﻱ ﻣﺎ ﻋﻴﻮﻧﻚ ﺍﻟﺤﻠﻮﻳﻦ .. ﺑﺘﺘﺤﻴﺮ
ﻧﺤﻦ ﻛﻤﺎﻥ ﺑﻨﺘﺤﻴﺮ

( الحلنقي أفضل زول بدي باص لي نفسو ) 

الحلنقي قال صالح الضي كان يغني كثيرا في الأفراح مجاملاً
وبالمجان وله مقوله شهيره في هذا السياق

حيث قال الضي 

( ماذا يعني أن ننام بمنازلنا، وبإمكاننا إسعاد الناس ) 

وهنا غني ( صالح ) كلمات ليست كالكلمات وغير ملحنّة لكنها تشجيك وتؤكد روحه النبيلة  

وقد انتقل صالح من ( الأبيض ) إلى( بورتسودان ) وعاش فيها فمنحته المدينة أسرار البحار 
و( أبو آمنة حامد ) 

أداهو ) ( تلاتة حبات ) عند اللزوم بلعناها كلنا 
( مُكمل غنائي ) 
وكانت من الأغنيات الحنينة ونحن ما ناسك  


و ﻣﺎ ﻧﺎﺳﻚ نحن ما ناسك 
ﻟﻮ ﺑﺘﻠﻘﻰ ﺯﻭﻝ ﺑﺤﺒﻚ ﺯﻳﻨﺎ
ﻳﺎ ﻣﺎ ﺟﻴﻨﺎﻙ ﻭﻳﺎ ﻣﺎ ﺑﺎﺑﻚ
ﻟﻮ ﺑﺤﺲ ﺩﻗﺎﺕ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ

( شوف أبو آمنة دا متدفق كيف ) 

ليستدير ( أمير الشرق ) ويبتسم في وجه صالح من جديد ومنحه ضاحك المقلتين 

وﺍﺣﺘﺸﺪ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﺣﺒﺎً
ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺔ ﻟﺤﻈﺘﻴﻦ
ﻭﻓﺎﺽ ﺛﻢ ﺗﻼﺷﻰ
ﻓﻲ ﺿﺤﻜﺔ ﺍﻟﻤﻘﻠﺘﻴﻦ
ﺍﻻ ﺑﻘﺎﻳﺎ ارتعاشا

غايتو السودان دا أمروا عجيب …كل ما تمشي ورا 
بكون قدام …تجي قدام تلقى ورا ..

( اللهم إذا كان سحراً فابطله ؛) 

و أبو أمنة بالعربي والأفرنحي والرطانة ذات التجلي 
تتعدد اللغات واللهجات والبطل واحد 

ليعود صالح الضي من جديد عبر أغنية أعتبرها في تقديري المتواضع 
واحدة من نواضر وزواهر وجمايل وخمايل الاغنيات السودانية

تفوق فيها الضي علينا وعلى نفسه لحناً واداء 
ﻭأضفى على كلمات شاعرها ( ﺑﺎﺑﻜﺮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ) 
بعداً خامساً وسادساً وسابعاً فكانت أغنيه 
( ساحرة ) ولحن ( أوسكار ؛) 

وﺇﻥ ﻗﻠﺖ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺑﻴﺤﺒﻮﻧﻲ
ﻳﺰﺩﺍﺩ ﺩﻻﻟﻢ ﻭﻳﺴﻠﻮﻧﻲ
ﻭﺇﻥ ﻗﻠﺖ ﺧﻠﻴﺘﻮ ﻫﻮﺍﻫﻢ
ﻳﺸﻜﻮ ﺍﻟﻬﻮﻯ ﻭﻳﻠﻮﻣﻮﻧﻲ

عملت أيه يا ناس فيكم
أيه ذنبي .. بس حيرتوني

يالجمالها ….!!

وليس لدي شك أن كثيرون منكم يرددونها الآن في داخلهم ملحّنة وهنا يظهر تجلي صالح الضي 
 
وبغير عليها من روحي
وتزيد مع الغيرة جروحي
واصبر واقول يمكن بكرة 
تطراني وتقول يا روحي
لكن بفوت بكرة وبعده
وتسيبني لسهدي ونوحي


وبغير عليها من روحي .!!!؟

( دا شنو التجلي دا يا ( بابكر ) ياخ 

وقدم الضي واحدة من الاغنيات السودانيه الرشيقة ذات الايقاع المبهج بسيطة المفردات عميقة 
المعاني كتبها وأضفى عليها لحناً راقصاً فانتشيتا

ويا جميل ياحلو
الدم الشربات مكملو
في الغرام مين يشغلوا
يا قلبي حاول و اسالو

مرات السودانيين كدا في أغنيات تتوافق فصيلة دمها مع دمهم ( love positive )

فيتعاطوها دون طبيب ويقولو ليك نفعت معانا زي الاغنيه ( الشريات ) دي 


ومهما تصد في كل حين
جبر الخواطر أقبلوا 


وقد جبر صالح بخاطرنا ….فجبرنا 

شدا ل ( أبو ﻗﻄﺎﻃﻲ ) ب ( أزهار ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ) 

وﻗﺎﻟﻮ ﻟﻲ ﺍﺗﺮﻙ ﻫﻮﺍﻫﻢ
ﻭﺍﻧﺴﻰ ﺍﻳﺎﻣﻚ ﻣﻌﺎﻫﻢ
ﻛﻴﻒ ﻳﻬﻮﻥ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺤﺒﺎﻳﺐ

شوف أبو قطاطي لما يلعب اكتر من خانة 
 أهدي الضي ( أزهار المحبة ) بكل هذه 
الوسامة وظبّط النُص ) 

وذات الرجل لعب ( قشاش ) 
جهجه الشتيلة وجعلها في مهب الريح 

( وسوات العاصفة بي ساق الشتيلة الني ) 
 
غناها ( الفرعون ) فتحول الإعصار الى الدجة الأولى

وفعل السيل وكت يتحدر يكسح ما يفضّل شي 
دا كان حبك وكت حسيتو شفت الدنيا دارت بي 

إعصار وسيول وفيضانات وزلزال في تلاته بيوت ورغم ذلك لم تُعلن حالة الطوارئ 

وتم إعلان المنطقة منطقة ( نوارس ) 

فقدلت ( السمحة ) بمكنة ( أبو قطاطي ) والبلدوزر ( وردي )

ونحن استغفرنا …

وسكتي الخشامة وانزلي في العوازل كي 

غايتو أي فنان تهبشو في البلد دي تلقاهو ما بشبه التاني لكن في النهايه كلهم بصبو في مشاعرنا 

فليت البلد بحالِهم
 
  ولد في ( بارا ) وعاش في ( الأبيض) انتقل الى ( بورتسودان ) وسكن (ام درمان ) وكل مكان كّل إضافة وفي نهاية المطاف لسنا معنيين بكل ذلك 
فقد عرفنا اغنياته ( اللُطاف ) 
وإذا كان اللؤلؤ منتهانا ماذا تعنينا الأصداف ..!؟؟

( تعال يا الضي وارسل شعاعك لي ) 

كان ممتعاً وأنيقًا ورشيق …كثير الحركة والتنقل 
وكأنه يبحث عن شيءٍ ما …
بصوت آسر ومقدرات لحنيه مهولة وموهبة 
متجذرة يضع صالح الضي إسمه مع الكبار  

كان خفيف الروح وساخر …نكتته حاضرة وضحكتو 
مليانة ….غناي وضي 

  وإن قلت خليتو هواهم
اشكو الهوى ويلوموني …

إنتهى

شركة جريس لاند لخدمات الشحن المختلفة

هل لديك تعليق؟

لن نقوم بمشاركة عنوان بريدك الالكتروني، من اجل التعليق يجب عليك ملئ الحقول التي امامها *